ترامب وكندا: عندما يتحوّل صوت ريغان إلى سلاح في حرب التعريفات!

🇨🇦 أخبار كندا

تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وكندا ليأخذ منعطفاً غير متوقع، وذلك بعد أن وجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتهامات لكندا بـ ‘الغش في إعلان تجاري’. هذه المرة، لم يكن النزاع حول صفقة تجارية مباشرة، بل حول حملة إعلانية كندية استخدمت بحنكة صوت الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان لمواجهة سياسات التعريفات الأمريكية.

الحملة الكندية الذكية

في قلب هذه الأزمة الإعلامية تقف حكومة أونتاريو الكندية، التي أطلقت حملة إعلانية واسعة النطاق لمناهضة سياسات التعريفات التي فرضها ترامب خلال فترة ولايته. هذه الحملة لم تكتفِ بالرسائل المباشرة، بل لجأت إلى استراتيجية بارعة ومفاجئة، استخدمت فيها نفوذ شخصية تاريخية أمريكية لإيصال رسالتها.

ضمن هذه الحملة، برز إعلان مدته دقيقة واحدة يُعرض خلال مباريات السلسلة العالمية (World Series)، وهو حدث رياضي يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة في الولايات المتحدة. الملفت في هذا الإعلان هو أنه لا يضم سوى صوت رونالد ريغان، مستخدمة مقتطفات من تسجيلات سابقة له، مما يوجه رسالة ضمنية قوية للجمهور الأمريكي دون الحاجة لصور أو تصريحات مباشرة.

غضب ترامب: اتهامات بالغش

لم يمر هذا الإعلان مرور الكرام على دونالد ترامب، الذي سارع إلى اتهام كندا بـ ‘الغش في إعلان تجاري’. تعكس هذه الاتهامات طبيعة ترامب في التعامل مع ما يعتبره تحديًا لسلطته أو لسياساته، حتى وإن كان الأمر يتعلق بحملة إعلامية مبتكرة تستخدم مواد تاريخية متاحة.

من وجهة نظري، يمثل استخدام كندا لصوت ريغان خطوة ذكية للغاية من الناحية الاستراتيجية. فرونالد ريغان، كأيقونة جمهورية، يمتلك مكانة خاصة لدى قاعدة جماهيرية عريضة في الولايات المتحدة، بمن فيهم العديد من مؤيدي ترامب. استخدام صوته في سياق اقتصادي، يمكن أن يدفع هؤلاء للتفكير في تداعيات التعريفات من منظور مختلف، وكأن الرسالة تأتي من داخل معسكرهم.

دلالات استخدام صوت ريغان

هذه الاستراتيجية تهدف إلى ضرب عصفورين بحجر واحد: أولاً، توجيه رسالة مباشرة للجمهور الأمريكي حول الآثار السلبية للتعريفات على الاقتصاد الكندي والأمريكي على حد سواء. ثانياً، إحداث شرخ محتمل في دعم السياسات الحمائية لترامب، من خلال الاستشهاد بشخصية تاريخية تحظى بالاحترام في الأوساط المحافظة، وربما تذكيرهم بمبادئ اقتصادية كلاسيكية تتعارض مع الحمائية.

اتهامات ترامب بـ ‘الغش’ تبدو في غير محلها، فاستخدام مقتطفات صوتية متاحة للعامة لا يندرج تحت تعريف الغش بالمعنى القانوني أو الأخلاقي في الإعلان. بل هو استخدام ذكي ومبتكر للموارد المتاحة، ويدل على فهم عميق للنفسية السياسية الأمريكية وكيفية مخاطبة الناخبين.

معركة إعلامية أم تجارية؟

هذه الحادثة تسلط الضوء على الطبيعة المتغيرة للنزاعات التجارية الحديثة، حيث لم تعد تقتصر على المفاوضات الباردة خلف الأبواب المغلقة، بل امتدت لتشمل معارك إعلامية وحربًا نفسية تستهدف الرأي العام. كندا هنا تستخدم قوة ناعمة لمحاولة التأثير على السياسات الأمريكية، عبر استغلال رموز أمريكية لخدمة مصالحها.

في الختام، يُظهر هذا الحدث كيف يمكن للحملات الإعلانية أن تتحول إلى ساحة معركة سياسية واقتصادية. استخدام كندا لصوت ريغان ليس مجرد إعلان، بل هو بيان سياسي مدروس، يعكس عمق التوتر في العلاقات التجارية، ويؤكد أن التاريخ والرموز يمكن أن يصبحا أدوات قوية في الدبلوماسية الحديثة، حتى لو أثار ذلك غضب الخصم.

المصدر

الكلمات المفتاحية المترجمة:

Trump – ترامب

Canada – كندا

Tariffs – تعريفات جمركية

Commercial – إعلان تجاري

Ronald Reagan – رونالد ريغان

World Series – السلسلة العالمية

Cheating – غش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *