في ظل الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، تتصاعد مخاوف الأهالي في أونتاريو بشأن الظروف القاسية التي يواجهها أطفالهم الصغار في فصول دور الحضانة. فالكثير من هذه الفصول تفتقر إلى معايير واضحة أو أنظمة تكييف هواء فعالة، مما يحولها إلى أماكن “خانقة” وغير مريحة، تهدد سلامة ورفاهية البراعم الصغيرة التي تقضي ساعات طويلة فيها بعيداً عن برودة منازلهم.
هذه المخاوف المشروعة دفعت الأهالي للمطالبة بتحرك عاجل من جانب الحكومة الإقليمية. وعندما سُئل رئيس الوزراء دوغ فورد عن إمكانية وضع معايير إلزامية لتكييف الهواء في فصول الحضانة، كان رده مقتضباً وغير حاسم: “سننظر في الأمر”. هذه الإجابة، رغم أنها لا تغلق الباب تماماً، إلا أنها قد تثير قلق الأهالي الذين يبحثون عن تأكيدات وحلول فورية لمشكلة تؤثر بشكل مباشر على أطفالهم.
أولوية سلامة الطفل: أكثر من مجرد “النظر في الأمر”
من وجهة نظري، لا ينبغي أن تكون مسألة توفير بيئة صحية ومريحة لأطفالنا في دور الحضانة خاضعة للتأجيل أو مجرد “النظر في الأمر”. فالأطفال في هذه السن الحساسة أكثر عرضة للمخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة المرتفعة، مثل الجفاف وضربات الشمس، مما قد يؤثر على صحتهم الجسدية وقدرتهم على التركيز والتعلم. إنها ليست رفاهية، بل ضرورة قصوى يجب أن تكون على رأس أولويات أي حكومة تعنى برفاهية مواطنيها ومستقبل أجيالها.
تجاهل هذه الدعوات أو التعامل معها ببطء قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. فالآباء يعهدون بأغلى ما يملكون لدور الحضانة، ويتوقعون أن تكون هذه الأماكن ملاذًا آمنًا ومريحًا. إن الفشل في وضع وتطبيق معايير واضحة لتكييف الهواء لا يعكس فقط ضعفًا في الاستجابة للمخاوف المجتمعية، بل قد يقوض الثقة في المنظومة التعليمية والرعاية الحكومية بشكل عام، ويضع عبئًا إضافيًا من القلق على كاهل الأهالي العاملين.
في الختام، إن ضمان بيئة آمنة ومريحة لأطفالنا في دور الحضانة ليس مجرد طلب، بل هو حق أساسي ومسؤولية تقع على عاتق الجهات المعنية. نأمل أن يتجاوز رد رئيس الوزراء دوغ فورد مجرد “النظر في الأمر” إلى اتخاذ خطوات ملموسة وسريعة لوضع معايير إلزامية لتكييف الهواء قبل حلول صيف عام 2025، ليكون صيفاً آمناً ومنعشاً لأطفالنا، لا صيفاً مليئاً بالمعاناة والقلق.
الكلمات المفتاحية المترجمة:
أونتاريو (ontario)، دوغ فورد (doug ford)، أخبار (news)، صيف 2025 (summer 2025)، حضانة (daycare)