حياة معلّقة: دوغ فوربس و15 شهرًا من الانتظار في دهاليز الرعاية الصحية

🧬 الصحة

تتجسد أزمة الرعاية الصحية في كندا، وتحديداً في مقاطعة نيو برونزويك، في قصة دوغ فوربس، الرجل الذي أمضى خمسة عشر شهرًا عصيبة داخل وحدة رعاية انتقالية بمستشفى أوروموكتو. خمسة عشر شهرًا ليست مجرد فترة زمنية، بل هي شهور من الانتظار القاسي لسرير في دار للمسنين، رغم أنه يتصدر قوائم الانتظار في عدة دور رعاية. زوجته، نانسي أندرسون، تعبر عن إحباطها الشديد إزاء هذا الوضع الذي يترك زوجها، ومعه العديد من المرضى الآخرين، عالقين في دائرة مفرغة لا تنتهي.

تداعيات الانتظار الطويل

إن طول فترة انتظار دوغ لا يعكس مجرد تأخير إداري، بل يشير إلى خلل أعمق في نظام الرعاية الصحية طويل الأجل. فالمستشفيات، بطبيعتها، ليست مصممة لتوفير الرعاية الدائمة للمسنين الذين يحتاجون إلى دعم مستمر؛ هذا الدور هو لدور الرعاية المتخصصة. إن بقاء السيد فوربس في وحدة الرعاية الانتقالية لا يحرمه من البيئة الأنسب لاحتياجاته فحسب، بل يشغل أيضاً سريراً قد يكون ضروريًا لمريض آخر يحتاج إلى الرعاية الحادة، مما يزيد الضغط على المستشفيات ويعيق قدرتها على خدمة المجتمع بفعالية.

من وجهة نظري، هذه القصة تكشف عن عجز مؤلم في التخطيط وإدارة الموارد. كيف يمكن لشخص أن يكون في مقدمة قوائم الانتظار لأكثر من عام كامل دون أن يحصل على المكان المناسب؟ هذا السؤال يجب أن يطرح بقوة على صانعي القرار. إنها ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي حياة إنسان وكرامته على المحك، ومعاناة أسرة بأكملها تنتظر بصيص أمل. يجب أن يكون توفير الرعاية الكريمة للمسنين من الأولويات القصوى لأي مجتمع يدعي أنه يحترم أفراده.

الحاجة إلى حلول جذرية

إن حالة دوغ فوربس ليست حالة فردية معزولة؛ بل هي مرآة تعكس أزمة أوسع نطاقًا في رعاية كبار السن، تواجهها العديد من الأنظمة الصحية حول العالم. هذا الوضع يستدعي مراجعة شاملة لسياسات تخصيص الموارد، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية لدور الرعاية، وتطوير آليات أكثر كفاءة لإدارة قوائم الانتظار. فالتكاليف البشرية والاجتماعية المترتبة على هذا الإهمال أكبر بكثير من أي تكاليف مادية يمكن توفيرها على المدى القصير.

في الختام، قصة دوغ فوربس هي دعوة ملحة لإعادة التفكير في قيمنا المجتمعية وكيفية ترجمتها إلى واقع ملموس في خدمات الرعاية الصحية. يجب أن نضمن أن كبار السن، الذين قضوا حياتهم في بناء مجتمعاتنا، يحصلون على الرعاية والدعم الذي يستحقونه في مراحلهم العمرية المتقدمة دون اضطرارهم لقضاء شهور أو سنوات في طوابير انتظار لا نهاية لها. كرامتهم هي مسؤوليتنا.

المصدر

أخبار/كندا/نيو برونزويك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *