في خطوة تعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات أطفالنا في العصر الحديث، أعلن مدير مدرسة “روي إيه هانت الابتدائية” في منطقة “نيو كين-أرنولد”، جيف ثيمونس، عن إعادة دمج وقت الفسحة في الجدول الدراسي للمدرسة. هذا القرار ليس مجرد إضافة بسيطة لبعض الدقائق الحرة، بل هو تجسيد لفلسفة تربوية تؤمن بأن “الأطفال يجب أن يكونوا أطفالاً”، معترفةً بالقيمة الجوهرية للعب الحر غير الموجه في نموهم الشامل.
أهمية اللعب في نمو الطفل
لطالما كان وقت الفسحة ركيزة أساسية في التعليم الابتدائي، لكنه تعرض للتقليص أو حتى الإلغاء في بعض المدارس تحت ضغط المناهج الأكاديمية المكثفة. يعيد هذا القرار تسليط الضوء على الأهمية الحيوية للعب في تعزيز التطور البدني والعقلي والاجتماعي للأطفال. فخلال الفسحة، لا يمارس الأطفال النشاط البدني الضروري لصحتهم فحسب، بل يطورون أيضًا مهارات حل المشكلات، والإبداع، والتواصل الفعال، والتعاون مع أقرانهم، وهي مهارات لا يمكن تعلمها بالجلوس خلف المقاعد الدراسية.
رؤية تتجاوز الفصول الدراسية
أرى في هذا القرار شجاعة وحكمة تستحق الإشادة. ففي عالم يتزايد فيه اعتماد الأطفال على الشاشات ويتقلص فيه الوقت المخصص للعب الحر، يأتي صوت مدير المدرسة ثيمونس ليذكرنا بأن التعليم لا يقتصر على الكتب والمحاضرات. إنها دعوة لإعادة تقييم أولوياتنا التعليمية والتأكيد على أن النمو المتوازن للطفل يشمل جوانب عاطفية واجتماعية وبدنية لا تقل أهمية عن الجانب الأكاديمي. هذه الخطوة تمثل ثورة هادئة ضد الضغوط التي تدفع بالمدارس نحو التركيز المفرط على الاختبارات الموحدة.
دعوة للعودة إلى البساطة
إن إتاحة الفرصة للأطفال للركض والقفز والضحك بحرية لا يساهم فقط في تخفيف التوتر وتحسين المزاج، بل يعزز أيضًا قدرتهم على التركيز داخل الفصول الدراسية بعد استراحة منعشة. يمكن لهذا النموذج الذي تتبناه مدرسة “هانت الابتدائية” أن يكون حافزًا للمدارس الأخرى في جميع أنحاء العالم لإعادة التفكير في سياساتها وتخصيص مساحة أكبر للعب. إنها ليست رفاهية، بل ضرورة لضمان تربية جيل من الأطفال الأصحاء، القادرين على التفكير النقدي، والمتفاعلين اجتماعيًا.
نحو مستقبل أفضل لأطفالنا
في الختام، يُعد قرار إضافة الفسحة إلى جدول مدرسة “روي إيه هانت” نموذجًا يحتذى به في إعطاء الأولوية لرفاهية الأطفال ونموهم الشامل. إنه يرسل رسالة واضحة مفادها أن الاستثمار في اللعب الحر هو استثمار في مستقبل أطفالنا وصحتهم العقلية والجسدية، وفي قدرتهم على أن يصبحوا أفرادًا مبدعين ومتوازنين في المجتمع. يجب أن نتذكر دائمًا أن الطفل السعيد والنشيط هو طفل مستعد للتعلم والازدهار بكل معنى الكلمة.
نشرة أخبار الوادي, محلي