في صيف عام 2022، وجد رئيس وزراء نيو برونزويك، بلين هيغز، نفسه أمام تحدٍ كبير في قطاع الرعاية الصحية. كانت المقاطعة تعاني من ضغوط متزايدة على نظامها الصحي، لاسيما نقص الأطباء وصعوبة الوصول إلى الرعاية الأولية. في هذا السياق المتأزم، برزت إحدى أكبر سلاسل الصيدليات في كندا – شوبيرز دراغ مارت – مقدمةً حلاً طموحًا: مشروعًا تجريبيًا يهدف إلى توسيع دور الصيدليات لتخفيف العبء عن المستشفيات والعيادات. كان الهدف هو تمكين الصيادلة من تقديم خدمات رعاية أولية أوسع، في خطوة بدا أنها واعدة لمعالجة جزء من أزمة الرعاية الصحية.
البداية الواعدة والحل المقترح
استند المشروع التجريبي إلى فكرة محورية مفادها أن الصيدليات، بنقاط انتشارها الواسعة وسهولة الوصول إليها، يمكن أن تلعب دورًا أكثر فاعلية في منظومة الرعاية الصحية. تصور القائمون على المشروع أن الصيادلة يمكنهم تقديم استشارات وعلاجات لحالات بسيطة، مما يحرر الأطباء للتركيز على الحالات الأكثر تعقيدًا. كان هذا النهج يهدف إلى تحسين وصول المواطنين إلى الرعاية الصحية وتخفيف الضغط على غرف الطوارئ، وهو ما كان يمثل أولوية قصوى للحكومة في ذلك الوقت. تم إطلاق المشروع بتفاؤل، واعتُبر خطوة جريئة نحو ابتكار حلول لأزمة طال أمدها في مقاطعة فريدريكتون والمناطق المحيطة.
لماذا تعثر المشروع؟
على الرغم من النوايا الحسنة والبداية الطموحة، لم يستمر المشروع التجريبي طويلاً حتى واجه صعوبات أدت إلى انهياره. تشير التقارير إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لتعثره هو ما وُصف بـ “تفتيت الرعاية”. بدلاً من أن يندمج المشروع بسلاسة في النظام الصحي القائم، بدا أنه يعمل بمعزل عنه، مما خلق تحديات في التنسيق وتبادل المعلومات. لم تكن هناك بنية تحتية كافية لربط هذه الخدمات الجديدة بالرعاية الصحية الشاملة، مما أدى إلى تجزئة الرعاية بدلاً من تكاملها. شخصيات مثل آن ماري بيكون ووزير الصحة جون دورنان، اللذين كانا قريبين من تفاصيل المشروع، واجهوا على الأرجح تعقيدات لوجستية وتشغيلية لم يتم التغلب عليها.
الآثار والتداعيات
يترك فشل هذا المشروع التجريبي أسئلة مهمة حول كيفية معالجة تحديات الرعاية الصحية في كندا. فمن جهة، يُظهر الحادث أن مجرد نقل الخدمات إلى مواقع جديدة ليس كافيًا ما لم يكن هناك تكامل حقيقي ودعم هيكلي شامل. ومن جهة أخرى، يسلط الضوء على التعقيدات الكامنة في الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال حيوي كالصحة. من رأيي، أن أي حلول مستقبلية يجب أن تركز على بناء نظام متكامل ومترابط، حيث يتم تبادل المعلومات بسهولة وتعمل جميع الأطراف، من الأطباء إلى الصيادلة، ضمن رؤية موحدة لضمان رعاية شاملة للمريض، بدلًا من مجرد تقديم حلول مجزأة قد تزيد من الفوضى.
في الختام، تُعد تجربة نيو برونزويك مع مشروع الصيدليات التجريبي درسًا قيمًا حول تحديات ابتكار الرعاية الصحية. إنها تذكير بأن الحلول السريعة، مهما بدت جذابة على الورق، غالبًا ما تفشل إذا لم تُدمج بعناية في نسيج النظام الأوسع. الحاجة ملحة لوضع استراتيجيات طويلة الأمد تضمن التنسيق الفعال والتعاون المستمر بين جميع مقدمي الرعاية، لتقديم رعاية صحية مستدامة وعالية الجودة للمواطنين. على الرغم من أن الفشل محبط، إلا أنه يفتح الباب أمام إعادة تقييم شاملة لكيفية تحسين الوصول إلى الرعاية الأولية في المستقبل.
الكلمات المفتاحية: نيو برونزويك، فريدريكتون، مارتن، شوبيرز دراغ مارت، نظام الرعاية الصحية، مشروع تجريبي، الرعاية الأولية، آن ماري بيكون، الوزير جون دورنان
