في مشهد يعكس قسوة الصراع الدائر، اهتزت العاصمة الأوكرانية كييف مرة أخرى على وقع ضربة صاروخية روسية مميتة، أسفرت عن سقوط ستة ضحايا، بينهم طفل بريء لم يتجاوز السادسة من عمره. هذا الهجوم الذي استهدف مبنى سكني، يلقي بظلاله الثقيلة على المدنيين، مؤكداً أن ساحات المعارك لم تعد تقتصر على الجبهات الأمامية، بل امتدت لتطال قلب الحياة اليومية لأناس عزل.
صواريخ تستهدف المدنيين مباشرة
المبنى السكني في منطقة سفياتوشينسكي، والذي كان يوماً ما مأوى آمناً، تحول إلى مسرح للمأساة بعد أن تلقى “ضربة مباشرة”، كما أكد تيمور تكاتشينكو، وهو مسؤول عسكري، في رسالة على تيليغرام. هذا الاستهداف الواضح لمبنى مدني، بعيداً عن أي هدف عسكري مشروع، يثير تساؤلات جدية حول قواعد الاشتباك والمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي التي تحمي المدنيين وممتلكاتهم خلال النزاعات المسلحة.
تكمن المأساة الحقيقية في التفاصيل البشرية؛ ستة أرواح أزهقت، من بينها طفل كان من المفترض أن يستمتع بطفولته بدلاً من أن يصبح رقماً في إحصائيات الحرب. كل ضحية هي قصة عائلة ممزقة، وحلم محطم، ومستقبل مسروق. إن حجم الألم الذي تخلفه مثل هذه الهجمات لا يُقاس بعدد الوفيات فحسب، بل بالصدمة النفسية العميقة التي تتركها على مجتمع بأكمله، والذي بات يعيش تحت تهديد دائم.
نداء من أجل الإنسانية والسلام
من وجهة نظري، فإن استهداف المدنيين والبنية التحتية السكنية خط أحمر لا ينبغي تجاوزه في أي نزاع. إنها جريمة تتنافى مع كل القيم الإنسانية وتزيد من تعقيد الجهود الرامية لإحلال السلام. هذه الهجمات لا تحقق أهدافاً عسكرية ذات قيمة، بل تغذي الكراهية وتعمق الجراح، مما يجعل المصالحة في المستقبل مهمة شبه مستحيلة. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في الضغط لوقف هذه الأعمال الوحشية وضمان حماية المدنيين وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة.
في الختام، إن المأساة التي شهدتها كييف هي تذكير مؤلم بأن الثمن البشري للحرب باهظ جداً، ويتحمله غالباً الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الصراعات السياسية. آن الأوان لوقف هذا النزيف وتغليب صوت العقل والحوار على هدير المدافع. يجب أن تكون حماية الأرواح البشرية، وخاصة الأطفال، الأولوية القصوى، وأن يتوقف هذا الكابوس ليحل محله الأمل في مستقبل يسوده السلام والتعايش السلمي.
دولية