بعد أيام عصيبة من الإضراب الذي شل حركة طيران كندا، عادت الرحلات الجوية ببطء، لكن العودة لم تكن سلسة بل فوضوية ومجهدة للمسافرين. قصة نُهى زاهر وإبراهيم صبري هي خير مثال على هذا الكابوس المتواصل، حيث وجد الثنائي نفسيهما عالقين في دوامة من الارتباك والانتظار لأكثر من 60 ساعة، محاولين العودة إلى أوتاوا بعد إجازة كان من المفترض أن تكون مريحة. تجربتهما تجسد المعاناة المشتركة لآلاف الركاب الذين دفعوا ثمن هذه الأزمة.
دوامة الارتباك والانتظار
إن إنهاء الإضراب، الذي كان يُفترض أن يكون بصيص أمل، تحول إلى مرحلة جديدة من التحديات. فالمطارات امتلأت بصفوف طويلة من المسافرين الذين يبحثون عن إجابات، بينما كانت المعلومات شحيحة وغير متسقة. تحويل المسارات، إلغاء الحجوزات، وعدم توفر مقاعد على الرحلات البديلة، كل ذلك فاقم من إحباط المسافرين. لقد أظهرت هذه الأزمة مدى الهشاشة التي يمكن أن يعاني منها قطاع الطيران عندما تتوقف عجلة التنسيق والاتصال.
مسؤولية شركات الطيران وتداعيات الأزمة
من وجهة نظري، تقع مسؤولية كبيرة على عاتق شركات الطيران في إدارة مثل هذه الأزمات. فبالرغم من أن الإضرابات قد تكون خارجة عن سيطرتها المباشرة، إلا أن طريقة التعامل مع تداعياتها تكشف الكثير عن مدى استعدادها لخدمة عملائها. يجب أن تكون هناك خطط طوارئ أكثر فعالية، ونظم تواصل شفافة مع الركاب، وتعويضات مناسبة عن الوقت الضائع والمعاناة النفسية. إن تجاهل هذه الجوانب يؤدي إلى تآكل الثقة ويضر بسمعة الشركة على المدى الطويل.
الخسائر الخفية: ما وراء التذاكر الملغاة
تتجاوز خسائر هذه الأزمة مجرد التذاكر الملغاة أو الرحلات المؤجلة. فالمسافرون يخسرون إجازاتهم، يلغون مواعيد عمل هامة، ويواجهون ضغوطاً نفسية ومالية غير متوقعة. قضاء 60 ساعة في مطارات ومحطات انتظار هو إرهاق جسدي ونفسي هائل، يترك أثره على الذاكرة الجماعية للمسافرين ويجعلهم يفكرون ملياً قبل حجز رحلاتهم المستقبلية مع شركات قد لا تكون مستعدة للتعامل مع المفاجآت.
في الختام، تعد هذه الحادثة تذكيراً قوياً بأهمية مرونة وتخطيط قطاع الطيران لمواجهة أي اضطرابات. يجب أن يكون هناك تركيز أكبر على حقوق المسافرين وتوفير الدعم اللازم لهم في الأوقات العصيبة. فالمسافر ليس مجرد رقم على متن رحلة، بل هو فرد لديه التزامات وخطط، ومن واجب شركات الطيران أن تضمن رحلة آمنة ومريحة قدر الإمكان، حتى في ظل الظروف الصعبة. فبناء الثقة يتطلب أكثر من مجرد استئناف الرحلات؛ يتطلب استعادة الكرامة للمسافر.
كلمات مفتاحية: إضراب طيران، فوضى السفر، حقوق المسافرين، طيران كندا، اضطرابات جوية.