غزة: صمود تحت الحصار والنار، هل تُصغي الأذن العالمية؟

🏛 السياسة

في قلب الشرق الأوسط، حيث تتواصل فصول مأساة غير مسبوقة، يمضي القطاع المحاصر يومه الـ 642 تحت وطأة حرب إسرائيلية مستمرة. لم تعد غزة مجرد بقعة جغرافية، بل أصبحت مرادفة للمعاناة الإنسانية المتصاعدة، حيث تتشابك العمليات العسكرية الضارية مع انهيار كارثي للظروف المعيشية. في ظل هذا الواقع المرير، تشتد وتيرة المقاومة الفلسطينية، في محاولة لكسر طوق الحصار المستحكم والدفاع عن الأرض والوجود.

تفاقم الكارثة الإنسانية ونداءات العالم

يتجلى الوجه الأكثر قسوة لهذه الحرب في الوضع الإنساني داخل القطاع. التقارير الواردة تشير إلى تدهور خطير في الأوضاع الصحية والغذائية، حيث باتت المستشفيات عاجزة عن تلبية احتياجات المرضى والجرحى، وشبح المجاعة يهدد الآلاف. هذا الواقع المفجع يثير قلقاً عالمياً متزايداً، مع تجدد الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار، إلا أن هذه النداءات تبدو وكأنها تصطدم بجدار من الصمت أو اللامبالاة، فلا يزال الوضع على الأرض يزداد سوءًا يوماً بعد يوم.

مفاوضات متعثرة ومقاومة متصاعدة

على الرغم من الجهود الدبلوماسية المتكررة والوساطات الدولية، تبقى مفاوضات التهدئة وحل الأزمة في طريق مسدود، وكأن مصير السكان المدنيين ليس أولوية قصوى. في المقابل، تشهد جبهة المقاومة تصعيداً في عملياتها، وهو ما أراه رد فعل طبيعياً على الحصار المستمر والعدوان المتواصل. هذه المقاومة، التي تتجسد في تحركات حماس وغيرها من الفصائل، تعكس يأس شعب تحت الحصار يبحث عن سبل للدفاع عن نفسه في ظل غياب أفق سياسي حقيقي أو تدخل دولي فاعل ينهي معاناته.

إن المشهد في غزة اليوم ليس مجرد صراع عسكري؛ إنه قصة صمود إنساني بطولي في مواجهة وحشية لا مثيل لها، وقصة فشل ذريع للمجتمع الدولي في حماية المدنيين وفرض الهدوء. تظل الأسئلة الكبرى معلقة: إلى متى سيستمر هذا النزيف؟ وما هو الثمن الإنساني والاقتصادي الذي ستدفعه المنطقة والعالم جراء هذا الصمت؟ يجب أن تتحول الدعوات الدولية إلى أفعال ملموسة تضمن ليس فقط وقف إطلاق النار، بل رفع الحصار وضمان وصول المساعدات الضرورية، وتمهيد الطريق لحل سياسي عادل وشامل يضمن كرامة الإنسان وحقه في الحياة.

المصدر

كلمات مفتاحية: حماس، دونالد ترامب، إسرائيل، غزة، رفح، سياسة

كلمات مفتاحية للبحث: غزة، حرب غزة، حصار غزة، المقاومة الفلسطينية، أزمة إنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *