مرآة ترامب: هل تكشف فشلنا الاقتصادي أم تدعونا للمراجعة الذاتية؟

🇨🇦 أخبار كندا

يُعدّ اسم دونالد ترامب مرادفاً للجدل، وغالباً ما تُنسب إليه التحديات أو حتى الأزمات. لكن مقالاً لـ”جولدستين” في صحيفة تورنتو صن يطرح زاوية مغايرة ومثيرة للتفكير: فربما يكون ترامب، بأسلوبه الصريح وسياساته المتشددة، قد دفع بنا رغماً عنا نحو مواجهة حقائق اقتصادية صعبة تخصنا نحن وليست مجرد نتاج لأفعاله.

يطرح الكاتب فكرة أن الخطاب السياسي والاقتصادي لترامب، الذي يركز على “أمريكا أولاً” وحماية الصناعات الوطنية، قد أجبر الدول الأخرى على النظر إلى اقتصاداتها بعين ناقدة، والاعتراف بأي أوجه قصور أو إخفاقات تراكمت على مر السنين، بدلاً من الاكتفاء بإلقاء اللوم على العوامل الخارجية أو السياسات الأمريكية.

صدمة الحقيقة الاقتصادية

إن سياسات “أمريكا أولاً” لم تكن مجرد تهديد تجاري، بل مثّلت صدمة إيجابية دفعت العديد من الدول إلى إعادة تقييم مدى مرونة وفعالية استراتيجياتها الاقتصادية الوطنية في مواجهة رياح التغيير العالمية. لقد أرغمتهم على التساؤل عما إذا كانت اقتصاداتهم قوية بما يكفي لمواجهة رياح التغيير العالمية، أو ما إذا كانوا يعتمدون بشكل مفرط على مسارات سهلة لم تعد موجودة.

تتمثل هذه “الإخفاقات الاقتصادية” التي يشير إليها المقال، والتي يتعين علينا الاعتراف بها، في النمو الاقتصادي الراكد، أو الاعتماد المفرط على قطاعات معينة، أو عدم القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية المتغيرة، وربما حتى الفشل في تبني الابتكار والتحول نحو اقتصاد المعرفة.

كندا في عين العاصفة

بالنظر إلى أن المقال صادر عن صحيفة كندية مرموقة، فمن البديهي أن يكون السياق الكندي هو المحور الأساسي لهذا التأمل الذاتي. فهل تعاني كندا من تحديات مثل الاعتماد المفرط على الموارد الطبيعية، أو ضعف في قطاعات التصنيع، أو حتى علاقات تجارية غير متوازنة مع جارتها الجنوبية العملاقة؟ هذا هو السؤال الذي قد يطرحه جولدستين بشكل ضمني.

إن الاعتراف بهذه النقاط ليس ضعفاً، بل هو الخطوة الأولى والضرورية نحو التعافي والنمو المستدام. فبدون هذا الاعتراف الصادق، تظل المشاكل الاقتصادية كامنة وغير معالجة، مما يعيق أي محاولات جادة للإصلاح والتطوير على المدى الطويل.

ما بعد اللوم: نحو حلول واقعية

من السهل دائماً إلقاء اللوم على السياسات الخارجية، أو الأزمات العالمية، أو حتى الشخصيات السياسية المثيرة للجدل. لكن المقال يذكرنا بأن الحلول الحقيقية تنبع من الداخل، من خلال تحليل دقيق وتقييم ذاتي للمواطن والسياسات الاقتصادية المتبعة، بعيداً عن دائرة اللوم المتبادل.

أتفق تماماً مع هذا المنظور العميق. فبغض النظر عن مدى اختلافنا مع شخصية مثل ترامب أو سياساته، لا يمكننا إنكار أن وجوده دفع بالعديد من الدول والمؤسسات إلى إعادة النظر في أسسها الاقتصادية والتجارية، وهذا بحد ذاته أمر إيجابي للغاية يمكن أن يمهد الطريق لإصلاحات ضرورية.

يمكن أن تكون هذه اللحظة من “الصحوة”، التي أجبرنا عليها الضغط الخارجي، فرصة لا تقدر بثمن لإعادة بناء الاقتصادات على أسس أقوى وأكثر استدامة. إنها فرصة لتنويع مصادر الدخل، وتشجيع الابتكار المحلي، وتعزيز القدرة التنافسية العالمية بدلاً من الاعتماد على الوضع الراهن.

في الختام، سواء كان المحفز سياسياً مثيراً للجدل أو تحدياً اقتصادياً غير متوقع، فإن القدرة على مواجهة الحقائق الصعبة حول أوضاعنا الاقتصادية هي المفتاح لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً ومرونة. الاعتراف بالفشل ليس نهاية الطريق، بل هو أول خطوات النجاح الحقيقي نحو الإصلاح والتطوير.

المصدر

كلمات مفتاحية:

columnists: كتاب الأعمدة

opinion: رأي

canada: كندا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *