شهدت المنظومات التعليمية حول العالم، ومنها الكندية، تراجعاً ملحوظاً في مستويات الأداء خلال السنوات الأخيرة. لم يقتصر الأمر على انخفاض درجات الاختبارات أو التحديات التي فرضتها الجائحة العالمية، بل يمتد إلى جوهر المشكلة التي غالباً ما يتم تجاهلها: قضية حقوق الإنسان. فإذا كنا نؤمن حقاً بأن التعليم حق أساسي للجميع، فهل يمكننا أن نتجاهل حق الوالدين الأصيل في اختيار طبيعة التعليم الذي يتلقاه أطفالهم؟
تحديات تواجه المنظومة التعليمية
إن إهمال حق الوالدين في تحديد مسار تعليم أبنائهم يمثل نقطة ضعف جوهرية في أي نظام تعليمي يطمح إلى تحقيق الشمولية والفعالية. الآباء هم أول وأهم المربين لأطفالهم، وهم الأدرى باحتياجاتهم الفردية وقيمهم الأسرية وتطلعاتهم المستقبلية. إن تقييد هذا الحق يقلل من مشاركتهم الفعالة في عملية التعليم، ويجعلهم متلقين سلبيين بدلاً من أن يكونوا شركاء فاعلين في بناء مستقبل أبنائهم التعليمي والنفسي.
حق الوالدين في الاختيار: مبدأ أساسي مهمل؟
إن بناء جسور الثقة بين المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة حتمية لتحسين جودة التعليم. عندما يشعر الآباء بأن صوتهم مسموع وأن خياراتهم محترمة، يزداد انخراطهم ودعمهم للمسيرة التعليمية. هذا الانخراط يفتح الباب أمام تنويع أساليب التعليم، وتلبية الاحتياجات المختلفة للطلاب، ويسمح بظهور نماذج تعليمية أكثر ابتكاراً تتجاوز القوالب النمطية، مما يؤدي في النهاية إلى بيئة تعليمية غنية ومحفزة للجميع.
الثقة المتبادلة: الطريق نحو تعليم أفضل
من وجهة نظري، يمثل التركيز على حق الوالدين خطوة جريئة ومهمة، ولكنه يأتي مع تحدياته الخاصة. ليس الهدف التخلي عن التعليم العام، بل إيجاد آليات تتيح مرونة أكبر وتعددية في الخيارات دون المساس بمعايير الجودة والعدالة. يتطلب هذا نقاشاً مجتمعياً واسعاً حول نماذج التمويل، والمعايير المنهجية، وكيف يمكن للمنظومة أن تستوعب التنوع دون خلق فوارق طبقية. إن الموازنة بين الحقوق الفردية للآباء والحاجة إلى نظام تعليمي متماسك وعادل للجميع هي المعادلة الأصعب التي يجب حلها.
تحديات تطبيق هذا المبدأ: وجهة نظر شخصية
في الختام، إن الاعتقاد بأن التعليم حق إنساني شامل يجب أن يمتد ليشمل حق الوالدين في تحديد مساره. لتحقيق تعليم أفضل، يجب أن نبدأ ببناء الثقة مع الآباء وتمكينهم من اتخاذ قرارات حقيقية بشأن مستقبل أطفالهم التعليمي. إن تجاهل هذا الجانب الحيوي يعني إغفال جزء أساسي من الحل. حان الوقت لإعادة تقييم أسس أنظمتنا التعليمية، ووضع الآباء في صميم عملية الإصلاح لخلق أجيال أكثر وعياً واستعداداً للمستقبل.
الكلمة المفتاحية المترجمة:
editorial: افتتاحية