أوروبا توحد صفوفها: لا سلام في أوكرانيا دون كييف قبل قمة ترامب-بوتين

🏛 السياسة

مع اقتراب قمة بالغة الأهمية ستجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، تشهد الساحة الأوروبية تحركات دبلوماسية مكثفة. فقد توحدت الدول الأوروبية خلف أوكرانيا، مؤكدة على ضرورة إشراك كييف بشكل كامل في أي جهود لتحقيق السلام. هذه الدعوة الصارمة تأتي بمثابة رسالة واضحة قبيل اجتماع القمة المرتقب، مشددة على أن الحل المستدام للصراع لا يمكن أن يتجاهل الطرف الأكثر تأثراً به.

لماذا تصر أوروبا على مشاركة كييف؟

يعكس هذا التكتل الأوروبي قلقاً عميقاً من احتمال أن تسعى القوتان العظميان، الولايات المتحدة وروسيا، إلى التوصل لاتفاق قد لا يراعي المصالح الحيوية لأوكرانيا أو مبادئ السيادة ووحدة الأراضي التي تعتبرها أوروبا أساسية للأمن القاري. من منظور أوروبي، فإن أي صفقة تُبرم دون مشاركة مباشرة وفعالة لكييف ستكون عرضة للانهيار ولن تحقق الاستقرار المنشود، بل قد تؤدي إلى تعميق الأزمة وتأجيج التوترات في المستقبل بدلاً من حلها.

رسالة استباقية إلى واشنطن وموسكو

إن الموقف الأوروبي الموحد ليس مجرد دعم رمزي، بل هو محاولة حثيثة لوضع خطوط حمراء واضحة قبل انطلاق القمة. إنه يوجه رسالة مباشرة إلى كل من ترامب وبوتين بأن أوروبا لن تقبل بحل يُفرض من الخارج على أوكرانيا، وأن أي مسار نحو السلام يجب أن يكون شاملاً ومبنياً على الحوار والمفاوضات التي تشمل جميع الأطراف المعنية. هذا التأكيد على الدور الأوكراني يعكس أيضاً التزاماً أوروبياً بالمبادئ القانونية الدولية ورفضاً للمنطق الذي قد يقود إلى تقسيم النفوذ دون مراعاة إرادة الشعوب.

تحديات تحقيق سلام مستدام

أعتقد أن هذا التجمع الأوروبي يبرز فهماً عميقاً لتعقيدات الصراع الأوكراني وأهمية إدراج جميع الأطراف في عملية السلام. إن تجاهل كييف في محادثات حاسمة كهذه لن يؤدي إلا إلى تقويض شرعية أي اتفاق محتمل، مما يجعله هشاً وغير قابل للتطبيق على المدى الطويل. كما أنه سيبعث برسالة خطيرة مفادها أن الدول الكبرى يمكن أن تبت في مصير الدول الأصغر دون مشاوراتها، وهو ما يتنافى مع مبادئ النظام الدولي المستقر.

في الختام، يمثل الدعم الأوروبي لأوكرانيا خطوة حاسمة نحو ضمان أن أي محادثات سلام مستقبلية تكون ذات مصداقية وفعالية. إن توحيد الصفوف الأوروبية يشدد على حقيقة أن السلام الحقيقي في أوكرانيا، وفي المنطقة بأسرها، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال عملية شاملة تضع سيادة أوكرانيا ومشاركتها في صميمها. هذه القمة بين ترامب وبوتين ستكون محكاً حقيقياً لمدى احترام هذه المبادئ، والرهان كبير على أن يتم الاستماع إلى الصوت الأوروبي الموحد.

المصدر

قمة ترامب بوتين، أوكرانيا، الموقف الأوروبي، مفاوضات السلام، الأمن الدولي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *