شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً لظاهرة حفلات كشف جنس المولود، لتصبح مناسبة ينتظرها الكثيرون بشغف لمشاركة الأهل والأصدقاء لحظة التعرف على هوية المولود الجديد، إن كان ذكراً أم أنثى. بدأت هذه الاحتفالات كفكرة مبتكرة لإضافة المزيد من البهجة والترقب إلى فترة الحمل، وتقديم لمسة شخصية ومميزة قبل قدوم الطفل. ومع ذلك، بدأت التساؤلات تطرح حول الغرض الحقيقي من هذه الاحتفالات وما إذا كانت تتجاوز حدود المشاركة الوجدانية لتصبح عبئاً إضافياً.
تداخل المناسبات وتراكم التوقعات
تكمن الإشكالية الرئيسية التي يطرحها الكثيرون في تداخل هذه الحفلات مع مناسبات أخرى متعارف عليها لتهنئة الأم الحامل والمولود، وعلى رأسها “حفلات استقبال المولود” (Baby Shower). تقليدياً، تُعد حفلة استقبال المولود هي المناسبة الرئيسية لتقديم الهدايا التي يحتاجها الوالدان لاستقبال طفلهما. ولكن مع ظهور حفلات كشف الجنس، أصبح المدعوون يواجهون دعوة لحفلين منفصلين، وكلاهما قد يُتوقع فيه تقديم هدية. يرى البعض أن هدية واحدة للمولود كافية وزائدة عن الحاجة، وأن المطالبة بهديتين لمناسبة واحدة هي عبء مالي ومعنوي.
البعد الاقتصادي للاحتفالات المتزايدة
لا يمكن إغفال البعد الاقتصادي لهذه الظاهرة. في عالم يزداد فيه التكالب على الاستهلاك والكماليات، تتحول المناسبات الاجتماعية تدريجياً إلى فرص للمزيد من الإنفاق، ليس فقط على أصحاب الاحتفال بل على المدعوين أيضاً. بين تذاكر السفر، وشراء الملابس، وتكاليف الهدايا المتوقعة، يمكن أن تشكل هذه الدعوات المتعددة ضغطاً مالياً كبيراً على الأصدقاء وأفراد العائلة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. يجب أن يبقى الهدف الأساسي من الاحتفال هو مشاركة الفرحة والدعم المعنوي، وليس التحول إلى مناسبة لجمع الهدايا أو استعراض الثراء.
وجهة نظر شخصية: جوهر الاحتفال لا الكماليات
من وجهة نظري، على الرغم من أن فكرة الاحتفال بجنس المولود قد تكون مبهجة ومبتكرة، إلا أن تحولها إلى مناسبة أخرى تتطلب هدايا يمكن أن يفقدها رونقها ويجعلها تبدو وكأنها مجرد طلب إضافي للهدايا. إن جوهر الاحتفال بقدوم طفل جديد يكمن في الفرحة الخالصة بوجوده، والدعم المعنوي للوالدين، والتجمع العائلي في جو من المودة. لا ينبغي أن تُثقل هذه اللحظات بالاعتبارات المادية أو التوقعات التي قد تضع المدعوين في موقف حرج.
في الختام، تبقى حفلات كشف جنس المولود اختياراً شخصياً للوالدين، لكن من الضروري أن تكون هذه الاختيارات مدروسة وتراعي الجانب الاجتماعي والاقتصادي للمدعوين. الهدف الأسمى لأي مناسبة اجتماعية هو تعزيز الروابط الإنسانية وتبادل الفرحة الصادقة، لا إرهاق الأصدقاء والأقارب بمتطلبات مادية إضافية. لنجعل احتفالاتنا تدور حول الحب والدعم، وليس حول عدد الهدايا المقدمة.
الكلمات المفتاحية: حفلات كشف الجنس (Gender Reveal Parties)، هدايا المولود (Baby Gifts)، المناسبات الاجتماعية (Social Occasions)، الاحتفال بالمواليد (Newborn Celebrations)، عبء مالي (Financial Burden)