مستقبل الأمن السيبراني يبدأ اليوم: وظائف حيوية تنتظر خبراء التكنولوجيا التشغيلية

في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي وتتزايد معه التهديدات السيبرانية، لم يعد الأمن الرقمي مجرد رفاهية، بل ضرورة حتمية. ومع إعلان عن توفر وظائف حيوية في مجال الأمن السيبراني بتاريخ 5 أغسطس 2025، يتضح أن الطلب على الكفاءات المتخصصة في هذا المجال لن يتوقف، بل سيزداد وتيرته في المستقبل القريب.

تُبرز الوظيفة المحددة التي أُعلن عنها، وهي “ضابط أمن التكنولوجيا التشغيلية (OT Security Officer)” في المملكة المتحدة، اتجاهًا حيويًا في قطاع الأمن السيبراني. هذه الوظيفة، التي تتطلب التواجد في الموقع، لا تركز فقط على أمن المعلومات التقليدي، بل تتجه نحو حماية البنى التحتية الحساسة والأنظمة الصناعية التي تدير حياتنا اليومية.

ماذا يعني ضابط أمن التكنولوجيا التشغيلية؟

يتمحور دور ضابط أمن التكنولوجيا التشغيلية حول قيادة وتحديد أولويات برامج التدقيق والضمان الأمني. هدفه الأساسي هو تحديد نقاط الضعف داخل الضوابط الأمنية القائمة، سواء في أنظمة التحكم الصناعية، شبكات الطاقة، أنظمة المياه، أو غيرها من البنى التحتية الحيوية. هذا الدور يتجاوز مجرد مراقبة الشبكات، ليتعمق في فهم كيفية عمل الأنظمة المادية لضمان استمراريتها وسلامتها.

تتضمن المهام الأساسية مراقبة وتدقيق هذه الأنظمة بشكل مستمر، وتطوير استراتيجيات للتخفيف من المخاطر المحتملة. إنها وظيفة تتطلب مزيجًا فريدًا من الخبرة التقنية في كل من تكنولوجيا المعلومات (IT) والتكنولوجيا التشغيلية (OT)، بالإضافة إلى القدرة على التحليل العميق والتفكير الاستراتيجي في مواجهة التهديدات المتطورة.

لماذا يتزايد الطلب؟

في رأيي، تعكس هذه الوظيفة، وتوقيت الإعلان عنها في عام 2025، الحاجة الماسة والمتزايدة للمختصين في الأمن السيبراني. مع تزايد هجمات الفدية والتخريب التي تستهدف البنى التحتية الحيوية حول العالم، أصبحت الشركات والحكومات تدرك أن حماية أنظمة التشغيل الصناعية لا تقل أهمية عن حماية بياناتها الرقمية. هذا التوجه نحو أمن OT يشكل فصلًا جديدًا في معركة الأمن السيبراني.

تعد التكنولوجيا التشغيلية العمود الفقري للصناعات الحديثة، وأي اختراق لها يمكن أن يؤدي إلى عواقب كارثية، تتراوح من توقف الإنتاج إلى تعريض حياة البشر للخطر. لذا، فإن الاستثمار في خبراء قادرين على تأمين هذه الأنظمة أصبح ضرورة قصوى لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

المهارات المطلوبة للمستقبل

يتطلب النجاح في هذا المجال ليس فقط معرفة تقنية عميقة في الشبكات وأنظمة التشغيل، بل أيضًا فهمًا قويًا لبروتوكولات الاتصال الصناعية ومعايير الأمان. القدرة على إجراء التقييمات الأمنية، وتحليل الثغرات، وتطوير الحلول الوقائية هي مهارات أساسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مهارات التواصل والقيادة ضرورية للعمل مع فرق متعددة وتوجيه الجهود الأمنية.

على المهتمين بهذه المسارات المهنية أن يستثمروا في التعليم المستمر والشهادات المتخصصة التي تغطي جوانب أمن تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا التشغيلية على حد سواء. إنها مهنة تتطلب يقظة دائمة وتكيفًا مستمرًا مع أساليب الهجوم الجديدة.

مستقبل الأمن السيبراني: نظرة إلى 2025 وما بعدها

باعتباري متخصصًا في هذا المجال، أرى أن الإشارة إلى تاريخ 5 أغسطس 2025 في إعلان الوظيفة يؤكد أن الأمن السيبراني ليس مجرد أزمة وقتية، بل هو تحدٍ مستمر ومستقبلي. هذا يدل على أن الطلب على خبراء الأمن السيبراني، وخاصة في مجالات متخصصة مثل أمن OT، سيبقى مرتفعًا لسنوات قادمة، مدفوعًا بالتحول الرقمي المتزايد واعتماد الصناعات على التقنيات الذكية.

في الختام، يمثل إعلان الوظائف هذا دعوة واضحة للمحترفين والمهتمين بالتحول نحو قطاع حيوي ومُجْزٍ. الأمن السيبراني، وبخاصة حماية التكنولوجيا التشغيلية، هو خط الدفاع الأول عن مجتمعاتنا الحديثة. الاستثمار في هذا المجال ليس فقط استثمارًا في مسيرة مهنية واعدة، بل مساهمة حقيقية في بناء عالم رقمي أكثر أمانًا ومرونة في مواجهة التحديات المتزايدة.

المصدر

كلمات مفتاحية:

  • Cybersecurity: الأمن السيبراني
  • OT Security Officer: ضابط أمن التكنولوجيا التشغيلية
  • Vulnerabilities: نقاط الضعف
  • Audits: تدقيقات
  • Operational Technology: التكنولوجيا التشغيلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *